"كنت بجمع لعمر ألعابه والفانوس اللي اشتريته في رمضان واتخيله وهو قاعد بيلعب بيه. وأفطر لوحدي وأنا متخيلة إنه جنبي مونسني ودموعي مش بتوقف".فكرة الكفالة بدأت عندي وأنا صغيرة، ولما كبرت شوية تطوعت في دار رعاية، والتجربة دي كشفت لي خبايا كتير عن اللي بيحصل جوه والأطفال عايشة وبتفكر إزاي في ظروفها دي. ولما كبرت أكتر واتجوزت وانفصلت وربنا مرزقنيش بأطفال وزادت الوحدة حسيت بمعناه أكتر، لغاية ما شوفت بوست لأم كافلة سنجل ظروفها مشابهة ليا تمامًا حتى كفلت ولد زي ما كان نفسي.في خلال يومين كنت مقدمة ورقي كله، وفي نفس الشهر اللي قدمت فيه كان عمر ابني اتولد.رحلة الإجراءات كانت صعبة وطويلة بس حتى ده كان لربنا حكمة فيه وكل شئ بأوان. ملفي اترفض أكتر من مرة بحجة إني أخترت في طلبي كفالة ولد وأنا أم سنجل، وده في نظر البعض غير مناسب. ولكني أصريت على اختياري لدرجة إن لما اتوافق على ملفي اتوافق عليه بكفالة بنت، روحت قدمت طلب في الوزارة تغيير جنس الطفل من بنت لولد واتوافق عليا بفضل الله.شوفت ابن قلبي في محافظة تانية، وحددنا معاد الاستلام، لكن تعبت بكورونا قبل الاستلام مباشرة واتأجل لمعاد جديد، لكن وقتها كان رمضان واتأجل المعاد تاني لبعد العيد.جه أخيرًا يوم الاستلام في شهر ميلادي، لكن صحيت حسيت بألم شديد في بطني، وكان طريق سفر والألم بيزيد بشكل كبير وأنا بخبي وأكابر عشان محدش يلاحظ ونأجل مرة ثالثة.استلمت عمر أخيرًا وصاحبتي شالته لأني كنت لسة تعبانة جدًا وأول ما وصلنا بالسلامة سجدت لله شكر وصاحبتي سندتني ورفعتني عشان أرتاح على السرير زي اللي ولدت بيبي وراجعة على بيتها نفس الألم والشعور تمامًا، كان يوم صعب أوي ولكن آخر اليوم كان في نور مالي البيت ونونو بيعيط، أخيرًا بقيت أم، الحمد لله على رزقه الجميل."كنت عارفة أنه صعب یلاقي حد يكفله لأن عنده ٤ سنین وأغلب الناس بتختار الرضع"أﻧﺎ ﻟﯾﻠﻰ ﻓﺗﺣﻲ، ﺑﺷﺗﻐل صيدلانية، كنت متزوجة وخلفت بنتين وولد أكبرهم ﻓﻲ كلية الطب، لكن للأسف أنتهت العلاقة بالإنفصال. رﺑﻧﺎ عوضني بجوزي الحالي، فاهمني وبيشجعني وطلبت منه يساعدني أكفل وأﺣﻘق حلمي. أول ﻣرة ﺳﻣﻌت ﻋن الكفالة ﻟﻣﺎ شفت قصة رﺷﺎ مكي وأبنها مصطفى، أتواصلت معاها وﺟﺎوﺑت ﻋﻠﻰ أسئلتي وشجعتني ﻋﻠﻰ الخطوة دي, مكنتش مصدقة ﻟﻣﺎ ﻛﻠﻣﺗﮭﺎ أﻗوﻟﮭﺎ اني اخيرا ﺑﻘﻰ ﻣﻌﺎﯾﺎ ﻋﻣر أبني.أنا اخترت كفالة عمر رغم صعوبتھا، من أول نظرة قلبي اتعلق بیه وعرفت أنه ابني، عمرمن الأطفال المفقودین وفضل سنة ونص في الشارع وده معناه أنه متخلى عنه إما بسبب ورث أو مخطوف ومرمي، وده فكرني بالغدر اللي أتعرضتله في حیاتي وحسیت أنه زيي وشبھي .أنا عرفت عمر من قبل ما أخد جواب المشاھدة، كنت بروح أشوف الأطفال في الدار وأطمن علیھم أجیبلھم ھدایا وألعب معاھم، أول مرة شفته حسیته بیشع نور وفیه شبه مني ومن ولادي، كان بیضحك ضحكة عالیة خطفت قلبي . ناس كتیر كانت تقولي لا مینفعش ده ضال، یمكن أمه ترجع أي وقت وتطالب بيه بس أنا كنت عند رأیي ده خیر وحاجة لربنا وإحنا لازم نساعده، ده غیر أن التعب والمشقة دي ربنا ھیجزینا عنھا خیر. أول ما أخدت القرار وبدأت في الإجراءات كان في اللي متقبل الفكرة وشجعني زي أختي وخالي اللي ضمني وكتیر من زمایلي في الشغل كانوا داعمني في قراري وفي اللي رفضھا وكان ضدھا وقالي كفایة تكفليه في الدار لكن أنا صممت أكفله في البیت علشان كنت شایفة أنه محتاج بیت وحضن وأمان وتعلیم كویس وأھل یرعوه .عمر دخل حیاتي وغیرھا، ھو كمان حیاته اتغیرت، دخل الحضانة ودلوقتي بیلعب سباحة وبیحبھا، مش قادرة أنسى فرحته ولمعة عینه لما شاف بحر إسكندریة، الشوارع الكبیرة بالنسبة له حاجة غریبة لسه مش متعود علیھا، دایما یحكیلي عن حياته الصعبة في الدار وانه مش عایز یرجع ھناك تاني و إزاي مبسوط بعیلته الجدیدة.عمر هو عوض ربنا لیا، عوضني عن كل اللي حصلي في حیاتي، ربنا میحرمنیش منه.