قصص الكفالة
رشا مكي
 رشا مكي

قصتي مع الكفالة بدأت من أكتر من سبع سنين، لما كفلت أنا ومحمد ابننا الوحيد مصطفى. ومن أنا صغيرة كنت بحلم يكون عندي أطفال كتير لكن مكنش فيه نصيب لأني اكتشفت إن عندي endometriosis أو انتباذ بطانة الرحم، وده مرض مزمن بيخلي نسب حدوث الحمل ضعيفة جدا.اتجوزت وسافرت أمريكا وغيرت كريري من السياحة، ووجهت اهتمامي ودراستي للأطفال وبعدين فتحت حضانة. مفقدتش الأمل في إني أكون أم ودخلت في دوامة التلقيح الصناعي ٢٠ سنة جربت فيهم ٤ مرات، الفترة دي استهلكتني ماديا ونفسيا وانتهت بطلاقي في ٢٠٠٤، علشان أبدا بعدها فصل جديد في حياتي. في ٢٠١٢، حياتي اتغيرت ١٨٠ درجة بعد ما قابلت محمد العراقي واتجوزنا، رغم أنه عنده بنتين من جوازة سابقة معترضش خالص على فكرة الكفالة اللي عرفتها من أخت صحبتي بالصدفة، هو كان عارف أن حياتي كلها للأطفال، وإن عمري ما نسيت حلمي إن أكون أم، ومعاه بدأت أدور وأسأل علشان نعرف كل حاجة عن الكفالة في مصر. سنة كاملة لحد ما خلصنا الأوراق والإجراءات، وأخيرا بقى متاح لنا أننا نكفل طفل بعدما ما جالنا جواب المشاهدة، كنت خايفة ومرعوبة وبسأل نفسي كتير، يا ترى أن قد ده؟ هل هعرف أربي طفل وألعب معاه وأنا عندي ٤٥ سنة؟ أكمل لوحدي ولا أسعى ورا حلم الأمومة؟ في الآخر تشجيع محمد ورغبتي أن أكون أم انتصروا، وبدأنا نلف دور الرعاية علشان نختار ابننا. في الأول كنت بحلم يكون عندنا بنت جميلة سمرا تكون شبهنا أنا ومحمد، طول السنين اللي فاتت كنت بجمع لبس بنات على أمل أن ربنا يكرمني وكنت بدور في FACE المعادي على بنت، كنت فاكرة إني هتخطف أول لما هشوفها بس ده محصلش لما شفت بنت سمرا شبهنا، قررت استنى لما عرفت أن في بنت وولد جايين بكره، عملت حسابي إني هاجي تاني بكره علشان أشوف البنت، بس لما شفتها للأسف طلعت شقرا وعيونها زرق مش شبهنا خالص، لوهلة فقدت الأمل في إني ألاقي الطفل اللي بحلم بيه، بس المفاجأة إني لما بصيت على السرير التاني كان الولد اللي فيها مفتح عينه أوي وبيبصلي جامد، قلبي اتخطف، وعرفت أن هو ده ابني، متحركتش من جبنه فضلت شياله خمس ساعات بأكله وأشربه وأغيرله، خفت حد تاني ياخده، وفضلت وراهم لحد ما غيروا اسم البيبي بدل اللي البنت اللي كنت استقريت عليها. لما بلغت جوزي وأهلي وأصحابي أني اخترت ولد محدش صدقني، كلهم كانوا عارفين إني نفسي في بنت بس ده اللي حصل مصطفى كان نصيبي. كنت عايزة أعيش تجربة الأمومة كاملة، رحت لدكتور نسا وبدأت كورس إرضاع صناعي، ولما أخدنا مصطفى البيت، حياتي اكتملت، أخيرا بقى عندي أكتر حاجة اتمنتها، لما مصطفى دخل حياتي اكتملت بوجوده، رغم أن تخنت وخوفي وقلقي زاد عليه وعلى مستقبله بس أن فرحانة بتجربة الأمومة، وعرفت أن الكفالة مش سهلة بس مستهلة كتير، طول الوقت ببصله وابتسم وأسال نفسي يا ترى أن عملت أيه حلو في حياتي استاهل عليه كل ده.بعد ٤ شهور سافرنا أمريكا تاني ومعانا أحدث فرد في عيلتنا الصغيرة، موضوع السفر دخلنا في متاهة جديدة إجراءات تانية علشان مصطفى يكون معانا، ولحد دلوقتي لسه الورق مخلصش.انا مؤمنة بالصراحة الكاملة علشان كده بشارك تجربتي مع كل الناس في العيلة والشغل وعلى السوشيال ميديا، علشان كده عملت صفحة "اكفل طفل في بيتك adoption story in Egypt">والموضوع تطور وكبر وبقى عندنا موقع بالعربي والإنجليزي عليه كل المعلومات عن الكفالة، مش بس كده إحنا بقينا منظمة غير هادفة للربح اسمها يلا كفالة في كاليفورنيا وفي مصر، وبعد ما كان الموضوع قصة رشا وصفحة عادية على فيسبوك بقينا فريق كبير من المتطوعين اللي بيساعدوا بكل اللي يقدروا عليه علشان نوصل الفكرة ونساعد أطفال أكتر وأسر أنها تعيش حلم الإمومة. مصطفى نفسه نكفل أطفال تانين، وأنا كمان لو كنت عرفت عن الكفالة بدري كنت كفلت أطفال أكتر، علشان كده الناس في مصر محتاجة يكون عندها وعي أكبر عن الموضوع علشان نساعد أطفال أكتر وده اللي بنسعى نعمله دلوقتي من خلال يلا كفالة.

المزيد من قصص الكفالة
تابعنا على
GuideStar Silver Level

يلا كفالة أحد المشاركين فى برنامج GuideStar الفضى مما يدل على التزام المؤسسة بالشفافية